العدد الثالث عشر (عدد خاص)
تأثير تفشي جائحة َفيروس ُكورونا المستجد على صناعة التمويل الإسلامي
العدد الثالث عشر (عدد خاص)
تأثير تفشي جائحة َفيروس ُكورونا المستجد على صناعة التمويل الإسلامي
هدفت الدراسة عبر مقاربة وصفية استقرائية، وكشفية تحليلية استجلاء بعضا لآثار لجائحةَ فيروس كورونا المستجد (ُكوفيد-19) على صناعة التمويل الإسلامي. بحكم أن الجائحة ُمتسبب خارجي (exogenous) للصدمة الاقتصادية التي تعرض لها الاقتصاد العالمي، وليس متسبًبا داخلًيا (indigenous) كما كان الشأن في أزمة 2007-2008 المالية التي كان القطاع المالي هو المصدر الرئيس للاضطراب فقد سعت الدراسة إلى تحديد القنوات التي من الممكن أن يتم من خلالها نقل أثر تفشي الَفْيروس على صناعة التمويل الإسلامي، وذلك باستعراض مركز وسريع لوضع الصناعة قبل الجائحة والذي أبان عن حقيقة التركز القطاعي والجغرافي الذي تعرفه؛ تمثل التركز القطاعي في هينمة المصارف على أصول التمويل الإسلامي، أما الجغرافي فأبان عن تركز شديد لهذه الصناعة في منطقتي الشرق الأوسط؛ الخليج على وجه الخصوص، وجنوب شرق آسيا. َمَّثل معرفة هذا الوضع المدخل الذي تعرضت من خلاله الدراسة للتأثيرات المحتملة على الصناعة جراء تفشي هذه الجائحة وانتشارها. فكان من ذلك تأثر الصناعة المحتمل جراء ما تعرض له أهم قطاعين مؤثرين في اقتصادات دول المنطقتين وهما: النفط بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، والسياحة بالنسبة لمنطقة جنوب شرق آسيا. َأظهرت المعطيات المتاحة لحد الآن أن الصناعة عرفت نوًعا من الاستقرار وعدم التأثر الكبير في المرحلة الأولى من تفشي الَفْيروس، إلا أنها قد تشهد تأثًرا أكبر في المراحل القادمة إذا طال أمد الجائحة، وطال معه أمد سياسات الإغلاق، والتباعد الاجتماعي وغيرهما من الإجراءات التي أثرت في النشاط الاقتصادي بشكل كبير. كما أظهرت النتائج أهمية التطورات التقنية والرقمنة لتغطية العجز الناجم عن الاتصال الشخصي والتواصل الاجتماعي المباشر الذي كان القناة الرئيسة للتواصل مع الُعملاء، في زمن ما قبل تفشي الَفْيروس. مما يفرض على الصناعة إعطاء أهمية أكبر مما سبق في خططها الاستراتيجية لهذا المجال؛ لأن عالم ما بعد ُكورونا، ليس كالذي َقبلها.