العدد الثاني عشر
دور البيئة الخارجية في تطوير الوقف في المجتمعات ماليزيا نموذجاً
العدد الثاني عشر
دور البيئة الخارجية في تطوير الوقف في المجتمعات ماليزيا نموذجاً
تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن دور البيئة الخارجية لقطاع الأوقاف في المجتمعات والدول، ودورها في تطوير ملف الأوقاف، لا سيما وأن الوقف ينمو ويزدهر ويتطور كنتيجة طردية للنمو الذي يحدث في البيئة الخارجية لأي مؤسسة عاملة في المجتمع والدولة، والمؤسسة الوقفية واحدة من هذه المؤسسات، ونقصد بالبيئة الخارجية مجموعة الظروف والعوامل التي تؤثر في بنية المؤسسة وتطورها. والحقيقة المجردة أن أي مؤسسة تعمل في بيئة اجتماعية أو اقتصادية سوف تتأثر وتؤثر، نتيجة طبيعية لحقيقة أن الاجتماع يولد الاحتكاك والتفاعل وقد ينتج عنه أيضاً التنازع والشقاق، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تعمل المؤسسة الوقفية بمعزل عن البيئة المحيطة بها، فهي تمتص المدخلات منها، وتصدر لها المخرجات، وهكذا في عملية تفاعل مستمر. وأهمية استدامة المؤسسة الوقفية وتأثيرها المتواصل في المجتمع المحلي أو الدولة بصورة أوسع يقاس بقدرتها على التفاعل الناجح مع البيئة، وكيفية توظيف مفرداتها في خدمة أجندة المؤسسة الوقفية، واقتناص التشريعات والقوانين لصالحها، لا سيما إذا نجحت في تجاوز البيئة الخارجية الخاصة بها، ] كتعاملها مع المحاكم الشرعية ودائرة العقارات والأراضي والشؤون الإسلامية… وغيرها من أصحاب المصالح الخاصة بها أو تلك التي تتقاسم فيها المؤسسات المشتركة نفس مجال العمل[، إلى الوصول إلى البيئة الخارجية العامة لكل المؤسسات، وهذه البيئة هي من يقود التغيير في البيئة الاجتماعية والسياسية والقانونية والاقتصادية وغيرها في الدولة، وهذا هو التحدي الذي ترنو إليه أي مؤسسة وقفية.