العدد السابع عشر
منهج المآلات في التمويل الإسلامي: مراجعة أدبية
العدد السابع عشر
منهج المآلات في التمويل الإسلامي: مراجعة أدبية
فقه المآلات هو فقه قديم متأصل في شريعتنا الغراء، وهو فقه تتميز به شريعتنا الإسلامية قبل قرون من اكتشاف أهمية الانتباه إلى النتائج المستقبلية لأي مشروع اقتصادي أو ما يعرف بالإدارة بالنتائج وعلم المستقبليات الذي اشتهر في أوائل القرن العشرين. وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله تعال عنهم هذا الفقه، وأكثر من اشتهر من الأئمة باستعماله هو الإمام أبو حنيفة مؤسس المذهب الحنفي، حيث تستخدم المدرسة الحنفية مصطلح «أرأيت لو كان كذا » ثم بناء الحكم الشرعي على الواقعة المستقبلية وعلى النتائج المتوقعة لهذه الواقعة. كما أن التاريخ يذكر محاولات الشاطبي لفت اهتمام أئمة عصره الى أهمية هذا الفقه من خلال كتابه الموافقات. ولكن رغم كل المحاولات لا تزال الكتابات فيه قليلة مقارنة بفقه المقاصد، والكتابات المتعلقة به في علم الاقتصاد الإسلامي وباللغة الإنجليزية تكاد تكون معدومة، حيث لا يوجد إلا مصدر واحد باللغة الإنجليزية على حسب معرفة الباحث. والسبب وراء ذلك - كما يعتقد الباحث- أنه علم ليس بالسهل اكتشافه كما أنه يتطلب علمً ومعرفة دقيقة جدًا وبصيرة وتعددًا في الاختصاصات، وهو أمر لا يقدر عليه كل إنسان. هذه المقالة محاولة لاستعادة الاهتمام بهذا الفقه من خلال النظر إليه من عدة جوانب قانونية واقتصادية وإدارية، والخطوة الأولى لتحقيق ذلك هو الرجوع إلى الدراسات السابقة التي تعطينا الإطار الفكري والعلمي اللازم لتأصيل هذا العلم والحصول على مزيد من الفهم للمصطلحات والمحتوى والجهود السابقة وإلى أين وصلت ثم التكملة بعد ذلك من حيث توقفت.