العدد السادس
القيم الأخلاقية وتأثيرها في السلوك الاقتصادي الإسلامي
العدد السادس
القيم الأخلاقية وتأثيرها في السلوك الاقتصادي الإسلامي
تعد الأخلاق جانباً هاماً مؤثراً في السلوك الإنساني؛ وفي كل مجتمع قيمه وأخلاقياته المستمدة من نظامه التشريعي الحاكم التي يسير عليها في تنظيم مناحي حياته، فتحكم هذه العلاقة، الدولة بأفراد مجتمعها، وعلاقات أفراد المجتمع بعضهم ببعض، وتلبي احتياجات مجتمعاتها، وقد تعددت المحددات لمفهوم الأخلاق واختلفت فيما بين اتجاهات ومذاهب متنوعة ، فكانت في مفهومها الإسلامي عبارة عن نظام من العلم والعمل، يتم استجابة لواجب فرضه الدين ، غايته تحقيق نمط من السلوك الخيِّر مع النفس والغير، فالدين في جوهره مجموعة من القيم والواجبات التي يلتزم بها الإنسان نحو خالقه، ونفسه، ونحو غيره من المخلوقات، ولقد جاء القرآن الكريم والسنَّة المطهرة، بمنهج متكامل ونظام شامل لكافة أوجه الحياة ، فهو دين دولة وأمة، وعبادات ومعاملات، وأخلاق وسلوك، تتمازج فيه كل تلك الأسس لتشكل نسيجاً إيمانياً عملياً يغطي متطلبات الحياة والنفس البشرية، ويجعله منفرداً عن غيره من الأديان، وصالحاً للتطبيق في كل زمان ومكان، فكان من نتاج ذلك التشريع المتكامل، أنْ وجدت الضوابط الشاملة والمنظمة للنشاط الاقتصادي الإسلامي والمحققة لتميزه وفق قيم أخلاقية إيمانية واضحة المعالم، لتعكس سلوكاً اقتصادياً منضبطاً ومحققاً الخير للمجتمع وأفراده على السواء. ويهدف هذا البحث إلى بيان تلك الأخلاق في التشريع الإسلامي من خلال الكتاب والسنة، والتي يمكن من خلالها تطبيق تلك الأخلاق في الجانب الاقتصادي كأحد مقومات المجتمع الرئيسة سلوكاً عملياً وواقعاً فعلياً. وكان من توصيات البحث: العمل على تأصيل القيم الإسلامية وغرسها في نفوس الناشئة والطلاب من أبناء الأمة الإسلامية من خلال المناهج التعليمية، وسن القوانين في التشريعات التنظيمية للدول الإسلامية بما يتطابق مع ما جاء في مصادر التشريع الإسلامي للأمة من كتاب الله وسنة نبيه ، وإجراء المزيد من الدراسات المستفيضة للأخلاق مما يرتكز على القيم والمبادئ الأخلاقية في الإسلام، ولاسيما تلك المتعلقة بأخلاقيات العمل والتعامل في الاقتصاد الإسلامي.