العدد العاشر
نظريات الاستهلاك في الفكر الاقتصادي: أيها تفسر نمط الاستهلاك في اقتصاد إسلامي؟
العدد العاشر
نظريات الاستهلاك في الفكر الاقتصادي: أيها تفسر نمط الاستهلاك في اقتصاد إسلامي؟
وجدت في الفكر الاقتصادي التقليدي نماذج اقتصادية عديدة حاولت تفسير الاستهلاك لدى الأفراد، وتتمتع هذه النظريات بتنوع فريد، بعضها نماذج اقتصادية معيارية تشرح السلوك الذي ينبغي على الفرد اتباعه في الاستهلاك، وبعضها نماذج وصفية تصف سلوكات الأفراد الاستهلاكية كما هي. ولعل من أهم تلك النظريات أو النماذج: نظرية الدخل المطلق لعالم الاقتصاد كينز، ونظرية الدخل النسبي لصاحبها دوشنبيري ونظرية الدخل الدائم لفريدمان ونظرية دورة الحياة لموديغلياني. وقد حظيت كل تلك النظريات بالقبول لدى علماء الاقتصاد، رغم أن لا واحدة منها تنجح بشكل كلي في تفسير أنماط الاستهلاك لدى الأفراد، إذ هي تبرر وتفسر جوانب، وتعجز عن أخرى. غير أننا في الفكر الاقتصادي الإسلامي لا نكاد نجد من وضع نظرية تفسر الاستهلاك لدى الفرد المسلم، وعلاقة ذلك بتحقيق السعادة في حياته الدنيا والأخرى، وارتباط الاستهلاك بنمط الحياة العام للمسلمين، عدا بعض المحاولات التي لا ترقى إلى وصفها بالنظرية، هذا رغم أن الإسلام قد وضع الأسس الضرورية واللازمة التي تحدد معالم السلوك الرشيد المتعلق بالاستهلاك. انطلاقا من ذلك، تراجع ورقتنا هذه أهم ما كتب في محاولات وضع إطار لنظرية الاستهلاك في اقتصاد إسلامي، مع تقييم المدى الذي يمكن أن تنجح فيه نظريات الاستهلاك )التقليدية( في تفسير سلوك المستهلك المسلم، وما هي الجوانب التي يجب ألا نغفلها عند وضع نظرية للاستهلاك خاصة بالاقتصاد الإسلامي، وهو ما نعتقد أنه يسهم في الجهود المستقبلية لوضع نظرية إسلامية للاستهلاك.